التقارير

السبايا التركمانيات ؛ الملف المسكوت عنه ، حقائق و تفاصيل تكشف لأول مرة

منصة هن عن ايزيدي 24 

ذياب غانم 

لم يسلم التركمان الشيعة من ماكنة إبادة داعش للاقليات لدى اجتياح داعش لنينوى، اذا كفرهم و سبى نسائهم بعد اجتياحه لمناطقهم.

وتعد الاخيرة أبرز المناطق التي دمرت بنيتها التحتية ونسيجها الاجتماعي ، التنظيم الإرهابي جعل ذلك الأمر واقعا من خلال القيام بإبادة جماعية بحق الأقليات من الايزيديين و المسيحيين و الشيعة التركمان والشبك.

التركمان الشيعة تعرضوا إلى عمليات قتل و خطف للنساء ، مسألة النساء التركمانيات لم يتم التطرف اليها بشكل مفصل في الإعلام سواء العالمي أو المحلي ، “ايزيدي 24” تفتح ملف السبايا من التركمان الشيعة بشكل مفصل و واسع.

يعد تركمان العراق ثالث أكبر جماعة عرقية في العراق وفقا لاخر احصائية و يسبقهم العرب و الكورد من حيث العدد ، يعيش تركمان العراق غالبيتهم في شمال و وسط العراق، وخاصة في كركوك وطوزخورماتو وآمرلي وكفري وتلعفر والموصل وأربيل والتون كوبري و جلولاء و السعدية و مندلي وبغداد.

بعد سقوط النظام في 2003 شنت خلايا تابعة لتنظيم القاعدة وأخرى لتنظيم الدولة الإسلامية سلسلة هجمات دامية استهدفت المناطق التركمانية بشكل خاص، حيث سقط آلاف الضحايا من أبناء المكون التركماني بين قتيل وجريح.

واستخدمت تلك التنظيمات انتحاريين وسيارات وشاحنات محملة بالمتفجرات، كتلك التي وقعت في مدن آمرلي وتازة خورماتو وقزلرباط وتلعفر وكركوك، وشهد قضاء طوزخوماتو أعنف الهجمات بشكل شبه يومي.

وطالت عمليات الاغتيال عددا من القادة والمسؤولين والأطباء التركمان في كركوك والموصل وطوزخورماتو، إلى جانب عمليات خطف لأبناء المكون لأخذ الفدية منهم، وأحيانا يجري قتل المخطوفين وإلقاء جثثهم على جانب الطرقات دون أن تتمكن السلطات العراقية من تحديد هوية تلك الجهات ووقفها، وهي تعكس حسب “سعد سلوم” الخبير في شؤون الاقليات الصراع على “طول خطوط الصدع الاثنية بين الأكراد والتركمان والعرب، فضلا عن خطوط الانقسام الطائفية داخل التركمان انفسهم بين التركمان السنة والشيعة، والتي انسحبت حتى على تلعفر التي كانت مقسمة جغرافيا بحسب سلوم بحسب خطوط الانقسام هذه”.

و في التطورات الاخيرة خلال 2014 نجم عن هجمات داعش خطف النساء و الفتيات و قتل العديد من الرجال التركمان بالإضافة إلى خطف الأطفال ايضا.

الناشطة “هيمان رمزي” المتخصصة بشؤون التركمانيات المختطفات اوضحت ل”ايزيدي 24″ عملية استهداف التركمان بقولها “كان الاستهداف على اساس الهوية مثل استهداف المسيحيين و الايزيديين، لكن تم استهداف التركمان الشيعة من قبل تنظيم داعش الإرهابي لانهم روافض من وجهة نظرهم، و اعتبروا التركمانيات الشيعة سبايا و كانت جرائمهم اتجاه التركمانيات لا تقل بشاعة عن ما حصل للايزيديات لانهم كانوا يغتصبوهن و يحرقوهن” ، شمل التعامل القسري بحسب “رمزي” ايضا التركمانيات السنة اللواتي تم تزويجهن قسرا بعد قتل ازواجهن بشكل جماعي بحسب شهادة الناجيات الايزيديات من بطش تنظيم داعش”.

استهداف التركمان كان الاستهداف على اساس الهوية مثل استهداف المسيحيين و الايزيديين

“رمزي” بينت أن “داعش اختطف 600 تركمانية و 700 تركماني حسب الحالات المسجلة، و تم تحرير 42 تركمانية بعد هجوم الجيش العراقي على المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش الارهابي تم ايجادهم بالصدفة ومن دون تخطيط مسبق ، لكن “رمزي” تؤشر على ان التعامل مع هذه القضية لم يتم بمنهجية او اهتمام رسمي، اذ لم يتم اجراء تاهيل نفسي او اية تدابير علاجية او كفالة اوضاعهن الاقتصادية من قبل منظمات حقوق الانسان او الحكومة نفسها”.

داعش اختطف 600 تركمانية و 700 تركماني حسب الحالات المسجلة، و تم تحرير 42 تركمانية

وكشفت “رمزي” ان الناجيات التركمانيات يعشن الان في تلعفر مع اقربائهن بعد قتل ذويهن من قبل تنظيم داعش الارهابي ويواجهن اوضاع صعبة جدآ” اما مصير الباقي فمجهول لحد لحظات كتابة هذا التقرير، ولا يعرف ان كن على قيد الحياة ام تم تصفيتهن على يد التنظيم المتطرف.

اعتبروا التركمانيات الشيعة سبايا و كانت جرائمهم اتجاه التركمانيات لا تقل بشاعة عن ما حصل للايزيديات لانهم كانوا يغتصبوهن و يحرقوهن

واضافت “رمزي” “نحن في عمل مستمر من اجل معرفة مصيرهن”، كما كشفت لها مسؤول في مجلس الوزراء عن خطة للذهاب الى مخيم الهول بسوريا للبحث عن الناجيات، و لكن ذلك يتطلب وقتا و عملا جادا، و تحركا سريعا من قبل الجهات المختصة. واضافت “كان لنا اجتماعات بمكتب شؤون المختطفين الايزيديين بدهوك و ابدوا استعدادهم للعمل من خلال مصادرهم على تحرير المختطفات التركمانيات و لكن دون المساهمة بتحريرهن من الناحية المادية فيجب ان تتبنى جهة من الجهات هذا الموضوع”.

 

كان لنا اجتماعات بمكتب شؤون المختطفين الايزيديين بدهوك و ابدوا استعدادهم للعمل من خلال مصادرهم على تحرير المختطفات التركمانيات و لكن دون المساهمة بتحريرهن من الناحية المادية

اختتمت” رمزي” حديثها، ” يجب ان يتم محاكمة كل من كان له يد في هذه الجرائم التي ترتقي الى جرائم الابادة الجماعية و طالبت شخصيا من الجهات الدولية للتحرك لكي لا تتكرر هذه الابادات، لا سيما وان العراق لم يوقع على الاتفاقيات الدولية المعنية بحماية الاقليات”.

ويؤيد “سعد سلوم” مطالب “رمزي” في هذا السياق مبينا اهمية قضية المختطفات التركمانيات في سياق مقارن مع القضية الايزيدية، اذ يقول “لم تنل قضية السبايا التركمانيات حجمها في الاعلام المحلي والدولي، ويعود ذلك لاسباب معقدة، منها إن إعداد المختطفات كانت اقل، فضلا عن التركيز الدولي على قضية المخطوفات بعد عرض تنظيم داعش فديوات كشفت عن بنية الرق التحتية التي أنشأها في مناطق نفوذه والأهم برأي “سلوم” ان هناك مرجعية دينية واضحة للأقلية الايزيدية اتخذت قرارا إصلاحياً راديكاليا باستقبال الناجيات ، وهي مرجعية يفتقر لها التركمان الذين فضلوا لاسباب تتعلق بالتحفظ الاجتماعي كتمان القضية.

هناك مرجعية دينية واضحة للأقلية الايزيدية اتخذت قرارا إصلاحياً راديكاليا باستقبال الناجيات ، وهي مرجعية يفتقر لها التركمان الذين فضلوا لاسباب تتعلق بالتحفظ الاجتماعي كتمان القضية

 

وختم سلوم حديثه بالقول “مع ذلك فإن قانون الناجيات الايزيديات يتيح تعويض الناجيات التركمانيات، ويجب على النخب التركمانية إيلاء الموضوع اهمية أكبر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى