التقارير

الناجيات الايزيديات..توقيع ” الوئام ” اهانة للناجيات و الضحايا و جريمة بحق القضية الايزيدية

ايزيدي24 – مشعل نواف 

 

في صيف 2014، احتل تنظيم داعش الأرهابي ثلاث محافظات عراقية منها “نينوى، صلاح الدين والانبار” وحتى اجزاء من محافظات أخرى، وهجم التنظيم على قضاء سنجار في 3 آب 2014، القضاء الذي يضم الغالبية من الديانة الأيزيدية، وتعرض إلى هجوم بشع من قبل التنظيم في ذلك اليوم، وقام بقتل المئات من الأيزيديين وخطف الآلاف منهم، وتهجير اكثر من 300,000 ايزيدي إلى مناطق متفرقة منها اقليم كردستان العراق.

حدثت العشرات من المقابر الجماعية في سنجار من الأيزيديين بعد ذلك الهجوم وتم تدمير البنية التحتية لأغلب المناطق في سنجار، وكان هناك تعاون من بعض المسلمين في سنجار مع تنظيم داعش الأرهابي.

يوم أمس بتاريخ 30 مارس 2024 عُقِدَ اجتماع بين بعض رؤوساء العشائر من الايزيدية وعشائر العرب من سنجار، في الموصل لغرض عمل صلح بين الطرفين، دون مشاركة الناجيات وأهالي الضحايا مما أثار الشارع الأيزيدي وتلقى رفض من قبل الايزيديين والناجيات ومن أهالي الضحايا.

وفي لقاء خاص لــ “ايزيدي ٢٤”، تحدثت الناجية الايزيدية “سراب نايف”، وأوضحت موقفها تجاه المؤتمر الذي عُقِدَ يوم أمس، وقالت “نحن كناجيات من تنظيم داعش الأرهابي نرفض رفضا قاطعا مثل هذه المؤتمرات دون مشاركة أهالي الضحايا والناجيات، لا يمكن لأي احد، سواء كانوا رؤوساء عشائر من الايزيدية او الحكومة، إبرام اي اتفاق او مصالحة بين أي طرف دون مشاركة ذوي الضحايا ودون تحقيق العدالة”.

 

اضافت الناجية، “لتسأل الحكومة نفسها، هل قامت بتقديم الذين كانوا سببا في الإبادة الأيزيدية والذين تعاونوا مع تنظيم داعش الأرهابي إلى المحكمة؟ وهل تحققت العدالة ووصلت إلى حد عقد المؤتمرات والاجتماعات للصلح؟ وهل قامت الحكومة بتعويض المتضررين وذوي الضحايا؟ كل هذه النقاط يجب على الحكومة ان تسأل نفسها وثم العمل على هذه المؤتمرات، ولم نرى لحد الأن أي بيان من أي عشيرة قد قامت بتقديم أي شخص من المتعاونين مع داعش من عشيرتها إلى العدالة او قد تبرأوا من المتعاونين”.

وترى الناجية، ان “الحكومة وصلت إلى جزء بسيط من تلك النقاط، لذا لا يمكن عمل مصالحة بدون تحقيق العدالة وتقديم المتعاونين مع داعش إلى المحكمة، وتعويض المتضررين ثم نستطيع المشاركة في اجتماعات صلح بمشاركة ذوي الضحايا مع اي طرف وأي اجتماع ينعقد دون مشاركة ذوي الضحايا مرفوض تماما”.

اشواق حجي ، الناجية الايزيدية الذي تحررت من عصابات داعش و التي ما زال اكثر من 30 شخص من عائلتها اسيراً او مفقوداً تقول لـ ايزيدي 24 ، اجتماع يوم امس و مشاركة رؤوساء العشائر الايزيدية فيه و توقيهم هذه الوثيقة جرحنا كثيراً و نعتبره كناجيات اهانة لنا ، و اشارت في الوقت الذي نكافح من اجل محاكمة الذين انتموا لداعش بكل الطرق و نحاول تسليمهم للعدالة و عدم افلاتهم من العقاب ..

 

اشارت اشواق الى ان ،مشاركة الايزيدية في هكذا اجتماعات و توقيعهم للمواثيق اعتبرها جريمة بجق القضية الايزيدية و الناجيات و عوائل الضحايا و كذلك و ابطال لمحاولاتنا المستمرة في نيل العدالة و الحصول عليها و تجاوز علني و صارخ على قيم المجتمع الايزيدي التي تربينا عليها .. 

كما صرحت الناجية الأيزيدية “شيرين خيرو” لــ “ايزيدي ٢٤”، بخصوص وئام واتفاقية يوم أمس، “انا كناجية، ارفض رفضا تاما لمثل هذه المؤتمرات التي تدعو للصلح، وذلك لعدة أسباب منها:
1- لا يزال هناك الآلاف من المخطوفين الايزيديين لدى تنظيم داعش الأرهابي.
2- لا يزال هناك العشرات من المقابر الجماعية التي تضم العشرات من الرفات ولم يتم انتشالهم وتحديد هويتهم من قبل الطب العدلي.
3- ولأن الحكومة مقصرة جداً بحقنا وبحق أهالي الضحايا ولم تقم لحد الان الاعتراف بما حدث للأيزيديين كإبادة جماعية، ولم تقوم بتعويض المتضررين وتقديم المتعاونين مع داعش إلى المحكمة.

 

أضافت “خيرو”، “كيف نقوم بالمصالحة في ظل هذه الظروف التي نراها في سنجار وفي ظل وجود هذا العدد الهائل من المقابر الجماعية، من المعيب جداً على الحكومة العمل على الصلح وهي لا تقوم بواجبها ابداً”.

أشارت “خيرو” إلى أنه “كان هناك نية للعمل على مشروع مثل هذا من قبل الحكومة وبعض الأطراف، وقمنا برفض المشروع تماماً، كيف يمكن لأي احد ان يقوم بالصلح في ظل عدم تحقيق العدالة، ومن المعيب لكل رؤوساء العشائر ان يشاركوا في مثل هذه المؤتمرات دون مشاركة أهالي الضحايا والأستماع إلى مطاليبهم ودون تحقيق العدالة”.

وأضافت “خيرو”، “اذا تم تحقيق العدالة وتقديم المتعاونين من تلك العشائر إلى العدالة وتم انتشال الرفات من مقابرنا الجماعية من قبل الحكومة وتعويض أهالي الضحايا في ذلك الوقت مستعدون للصلح أما غير ذلك نرفض أي صلح وأي اتفاق معهم، لا يمكن لنا عمل صلح في ظل الظروف الحالية او ان يفكروا بالصلح، نحن لم ننسى تلك الإبادة والظلم التي تعرضنا لها ولا يمكن نسيانها، وعلى الحكومة اذا ترغب بعمل صلح ان تقوم بواجبها تجاه الأيزيديين وأهالي الضحايا وان تقوم بتقديم الذين تعاونوا مع داعش في قتل الأيزيديين ثم تستطيع الحكومة عمل أجتماعات صلح مع أهالي الضحايا بينهم وبين بقية الاطراف عدا هذا نرفض أي صلح يتم بين اي طرف”.

كما تحدثت الناجية الأيزيدية “خولة” لــ “ايزيدي ٢٤”، “شعرنا بالإهانة من اجتماع يوم أمس، كيف يعقدون أجتماعات صلح ولم تتحقق العدالة لحد الأن، حيث لا يزال هناك العشرات من المقابر الجماعية التي لم يتم العمل عليها ولم يتم التعرف على الرفات الموجودة في تلك المقابر، ولا يزال هناك الآلاف من الأيزيديين مخطوفين في قبضة تنظيم داعش الأرهابي ولم يتم تعويض المتضررين وأهالي الضحايا، بدل هذا يتم عقد اجتماعات صلح وهذا امر مهين”.

 

أضافت “خولة”، “ما تحقق للناجيات وأهاليهم هو فقط قانون الناجيات الأيزيديات وحتى هذا القانون لم يتم العمل على العديد من بنوده مثل تشكيل فريق للبحث عن المخطوفين، ارى ان هذا أهم بند في القانون كون انا شخصياً لا يزال ستة أفراد من عائلتي مفقودين ولا اعرف مصيرهم، البحث عن عائلتي أهم من أن أستلم راتب على الرغم من أن الراتب قد يفيد الناجيات قليلا في تيسير أمورهم في ظل الظروف الحالية، وايضاً توزيع قطع أراضي للناجيات لم يتم العمل عليه ولم تستلم أي ناجية قطعة ارض”.

وترى “خولة” أنه، “لا يمكن عمل مصالحة وعقد اجتماعات مع أي طرف او شخص تلطخت أيديه بدماء الايزيديين وكان قد تعاون مع تنظيم داعش الأرهابي، لكن بعد ان تتحقق العدالة ويتبين البريء من المتهم والمتعاون ويتم تقديم المتعاونين والمتهمين إلى العدالة في ذلك الوقت يستطيعون العمل على عقد اجتماعات معنا ومع ذوي الضحايا وأي اجتماع لا يضم هؤلاء الفئات مرفوض من قبل المجتمع ومن قبل الايزيديين اجمع”.

كما اصدر أهالي الضحايا والمجتمع الايزيدي صباح اليوم 31 مارس 2024 بيانا يرفضون فيه “وثيقة الوئام المجتمعي في شمال سنجار التي تم يوم أمس في مدينة الموصل، وكما يرفضون اي اجتماع يتم دون مشاركة أهالي الضحايا”.

وأشار البيان الى، “أننا كضحايا لا نقبل لأي احد او طرف بالتقليل من الإبادة والقضية الأيزيدية من خلال وثيقة وئام”.

ووجه “البيان” رسالة الى الحكومة مفادها “ليس هناك وئام وسلام دون تحقيق العدالة ولا يكون أي صلح مع من كان له صلة بما حدث للايزيديين”.

أنتج من هجوم تنظيم داعش الأرهابي على سنجار في 3 آب 2014، اختطاف اكثر 6400 ايزيدي وحدوث اكثر من 80 مقبرة جماعية تضم العشرات من الجثث من الأيزيديين، وحسب الأحصائيات المتوفرة فأن حوالي 3550 شخص ايزيدي تحرر من قبضة تنظيم داعش من أجمالي العدد الكلي، اي لا يزال حوالي 2850 شخص ايزيدي في عداد المفقودين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى